ندخل العام الجديد 2022، وإصرارنا يتعاظم نحو استمرار البناء والتطوير وتدعيم العمل المهني المؤسساتي المستند الى تعزيز قيم النزاهة وتدابير الوقاية ومكافحة الفساد، تجسيدا للإرادة السياسية المستمدة من توجهات فخامة سيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، لدعم الجهود الوطنية في مكافحة آفة الفساد واستئصاله.
وننطلق في بداية هذا العام ونحن مؤمنون بطبيعة الدور النبيل والقيم والمبادئ الراسخة والمرتكزة على قواعد وأسس متينة في ممارسة عملنا ومسؤولياتنا والصلاحيات المناطة بالهيئة التي جسدها قانون مكافحة الفساد رقم (1) لسنة 2005 وتعديلاته، واستراتيجية هيئة مكافحة الفساد 2021-2023 المعنونة بـ "نبني، نتقدم" وتأكيداً على الخطط والبرامج المنبثقة عن الاستراتيجية الوطنية عبر القطاعية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد 2021 -2023 بمحاورها الرئيسية المتمثلة بتعزيز تدابير الوقاية من الفساد، وتفعيل المشاركة والمساءلة المجتمعية وانفاذ القانون ومنع الإفلات من العقاب، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
وفي هذا الاطار توجت هيئة مكافحة الفساد الإنجازات على مستوى جهود مكافحة الفساد والنزاهة والوقاية منه، بنجاح الهيئة في عقد مؤتمرها الدولي الثالث مع نهاية العام الماضي 2021، تحت عنوان " تدابير الوقاية من الفساد في القطاع العام، حوكمة، فاعلية، امتثال" والذي مكنها من إعادة ترسيم معالم المرحلة المقبلة على مستوى زيادة فاعلية عمل الهيئة في ممارسة مسؤولياتها ودورها وصلاحياتها وتعزيز الشراكة المهنية مع كافة المؤسسات وعلى رأسها مؤسسات القطاع العام بما يساهم في مواصلة بناء وتقوية المناعة المؤسساتية في مواجهة مخاطر الفساد ومحاصرته باعتباره من المهددات الرئيسية لتقويض الجهود الوطنية في بناء مؤسسات الدولة المستقلة المستجيبة لاحتياجات المواطنين وتحسين نوعية وجودة خدماتها وآليات تقديمها بنزاهة وعدل وانصاف.
ان هيئة مكافحة الفساد تتمسك بمبدأ الاستقلالية التي كفلها القانون وحدد صلاحياتها المتوائمة مع الاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد لعام 2003م، لكنها بالقدر ذاته تتشارك في حمل الهم الوطني مع بقية مؤسسات الدولة والشعب الفلسطيني الساعي من اجل نيل حريته واستقلاله الوطني في أرضه مهما بلغت التحديات والتضحيات.
وفي هذا المقام فان الهيئة بما تملكه من دعم واسناد الإرادة السياسية وما لديها من خطط وبرامج وكوادر مؤهلة ومدربة ماضية في تنفيذ استراتيجياتها على المستوى الوطني والقطاعي في مجالات نشر التوعية والثقافة المجتمعية حول جرائم الفساد وقيم النزاهة والشفافية التي تستهدف القطاعات الشبابية والنسوية والإعلامية والاكاديمية والمؤسسات الرسمية بشقيها المدني والأمني والقطاعين الأهلي والخاص وتمتين الشراكة نحو المزيد من الجهود الوطنية المتكاملة بما يساهم في انجاز اهدافنا المشتركة على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، كل ذلك انسجاما مع رؤية الهيئة ورسالتها وأهدافها المهنية التي تقوم على ممارسة الانفتاح الواعي والعمل مع كافة مكونات المجتمع الفلسطيني بما يساهم في انجاح الجهود الوطنية التي تقودها الهيئة لتعزيز النزاهة وتدابير الوقاية من الفساد.
اننا في هيئة مكافحة الفساد نجدد الالتزام بمواصلة التمتين للعمل المؤسساتي المهني والبناء على الجهود المتراكمة التي بذلت خلال الأعوام السابقة ومضاعفة العمل الجاد في أداء المهام المناطة بنا في خدمة مجتمعنا دون تمييز انطلاقا من ايماننا الراسخ بان الهيئة هي هيئة لكل الفلسطينيين، والمضي نحو الهدف المنشود بالوصول الى مجتمع فلسطيني خالٍ من الفساد وقادر على مواجهة ومقاومة افساده والتصدي لمحاولات استخدام الفساد الانطباعي لتمزيق مجتمعنا والنيل من نسيجه الاجتماعي والوطني.
في الختام نقدم التهنئة لجميع أبناء شعبنا في الوطن والمهجر وكافة أماكن تواجده بحلول العام الجديد، ونكرر دعوتنا لكافة أبناء شعبنا ومؤسساتنا والباحثين والمختصين للتفاعل والاتصال والتواصل مع هيئة مكافحة الفساد ودعمها واسنادها في ممارسة دورها في حراسة المال العام وحمايته عبر تعزيز قيم النزاهة وتدابير الوقاية من الفساد، بما يؤسس الى دولة ديمقراطية عصرية تليق بتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى من أبناء شعبنا ولتكون بذلك مصدر فخر واعتزاز للأجيال القادمة.