نظمت هيئة مكافحة الفساد بالشراكة مع جامعة القدس المفتوحة، اليوم الثلاثاء 4 تشرن أول 2022، يوماً دراسياً بعنوان "الأخبار المفبركة والزائفة المرتبطة بقضايا الفساد"، وذلك في مقر الجامعة برام الله، بحضور عدد من الصحفيين وممثلين عن وزارة الإعلام ووكالات الأنباء، وعمداء كليات الإعلام في الجامعات الفلسطينية، وطلبة الكلية وبعض المختصين والمهتمين.
وقال نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد الأستاذ جمال قاش في كلمة ألقاها خلال افتتاح اليوم الدراسي أن هذا اليوم يأتي في إطار مراكمة الجهود المهنية انطلاقاً من أهمية الدور الذي يلعبه القطاع التعليمي الذي توليه الهيئة أهمية كبيرة وتعول عليه في حمل رسالة مكافحة الفساد ونقلها للطلبة، وذلك بهدف خلق بيئة ثقافية رافضة للفساد قائمة على أساس النزاهة والشفافية والمساءلة.
وأكد على أهمية الموضوع الذي يتناوله اليوم الدراسي نظرا لما يحمله من مخاطر وتهديدات تمس النسيج الاجتماعي وتؤثر سلباً على حياة المواطنين، مشيراً إلى أن الهيئة تولي اهتماماً كبيراً لوسائل الإعلام المهنية ودورها الريادي في مجابهة الأخبار الزائفة.
وشكر أ. قاش جامعة القدس المفتوحة على الجهود الكبيرة التي تبذلها في سبيل تنفيذ ما تضمنته الاستراتيجية الوطنية عبر القطاعية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، حيث تم ترجمة هذه الجهود بسلسلة من الأنشطة والفعاليات الداعمة والمساندة لدعم توجهات الهيئة في مجال تعزيز قيم النزاهة وتدابير الوقاية من الفساد.
من جانبه أوضح نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. حسني عوض أن هذا اليوم يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة في إطار العمل المشترك بين الجانبين، حيث تتحمل الجامعة مسؤوليتها في تعزيز وعي الطلبة وخلق جيل جديد رافض للفساد.
وأشار إلى أن الأخبار الزائفة منتشرة منذ القدم، ولكن تأثيرها تضاعف بشكل كبير في عصر التكنولوجيا والإعلام الرقمي، مشدداً على أهمية محاربة هذه الأخبار حيث أن انتشارها ينعكس سلباً على النسيج الاجتماعي وله أثاراً سلبية على كافة مكونات الحياة السياسية والاقتصادية.
وقُسم اليوم الدراسي على ثلاث جلسات، حملت الجلسة الأولى عنوان "المخاطر الناشئة عن المعلومات المفبركة والزائفة على المجتمع"، وتولى تسييرها الصحافية أ. هند خليفة، وتناول خلالها أ. عماد الأصفر بعض الحلول المقترحة للتعامل مع الأخبار المفبركة، مشيراً إلى أن الشائعات تنتشر بسبب غياب المعلومات، مؤكداً بأن على جميع القطاعات تحمل دورها ومسؤوليتها في محاربة انتشار هذه الأخبار، بينما قدم أ. منتصر حمدان عرضاً بعنوان "تأثيرات الأخبار الزائفة على خلق الفساد الانطباعي".
وحملت الجلسة الثانية عنوان "المسؤولية المهنية في مجابهة انتشار الأخبار المفبركة والمضللة"، وتولت تيسيرها أ. عبير البرغوثي، وقدم خلالها أ. محمد البرغوثي مداخلة بعنوان "سياسات التعامل مع الأخبار المفبركة في الإعلام الرسمي"، فيما ركز أ. معمر عرابي على سياسات التعامل مع الأخبار المفبركة لدى الإعلام المستقل، وتناول د. عماد الهودلي دور كليات الإعلام في تعزيز ثقافة التحقق من المعلومات.
وناقش أ. بكر عبد الحق، خلال الجلسة الثالثة التي جاءت بعنوان "بناء ثقافة التحقق والتدقيق" والتي تولى تيسيرها أ. نجاح مسلم، آليات التحقق والتدقيق في الأخبار والمعلومات الزائفة، بينما قدم أ. أسامة السعدي شرحاً حول التكييف القانوني للتعامل مع الأخبار المفبركة والمضللة.
واوصى المشاركون في ختام اعمال اليوم الدراسي بمجموعة من التوصيات ابرزها، اعداد استراتيجية اعلامية وطنية لمجابهة الاخبار الزائفة والمضللة والمفبركة، وتعزيز الالتزام باخلاقيات المهنة ومدونات السلوك الاعلامي، واهمية ايلاء الجانب القانوني والتوعوي الاهتمام الكبير في التعامل مع مروجي الاخبار المفبركة وملاحقتهم، اضافة الى ضرورة بلورة خطة تدريبية تشاركية لتطوير مهارات التحقق والتدقيق والكشف عن الاخبار الزائفة والمفبركة وتطوير اليات التعامل المهني معها.