أطلقت هيئة مكافحة الفساد والائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان" وبالتعاون مع وزارة الحكم المحلي اليوم الثلاثاء، برنامج تعزيز قيم النزاهة ومبادئ الشفافية ونظم المساءلة في عمل مجالس الخدمات المشتركة، يستهدف أعضاء وعضوات وموظفي وموظفات مجالس الخدمات المشتركة في مناطق وسط وشمال وجنوب الضفة الغربية، ويهدف البرنامج إلى تعزيز قيم النزاهة ومبادئ الشفافية ونظم المساءلة في عمل المجالس المشتركة في محافظات الضفة؛ وانعكاس ذلك على تحسين الخدمات التي تقدمها الهيئات المحلية للمواطن عن طريق الشراكة بين أكثر من هيئة محلية، بما يضمن تحسين الجودة في الخدمة وتقديمها بكفاءة وفاعلية.

وقال مدير عام الإدارة العامة للنزاهة والوقاية من الفساد في الهيئة أ. عبد الله عليان خلال افتتاح البرنامج، في مدينة رام الله، أن الهيئة تعمل ضمن مسارين، الأول إنفاذ القانون، والآخر التوعية وتدابير الوقاية من الفساد، والتثقيف بمخاطر الفساد على مبدأ أن الجميع شركاء في تعزيز قيم النزاهة وتدابير الوقاية ومكافحة الفساد، وأن الهيئة تعمل دائماً على تبصير المجتمع بمخاطر الفساد وآثارها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكيفية الوقاية منه ومكافحته.

وأضاف عليان " أن هذا اللقاء يأتي استكمالاً لورش عمل ولقاءات سبقته مع مختلف الهيئات المحلية، ولكن هذه المرة يستهدف مجالس الخدمات المشتركة، والتي أدرك المشرع أهميتها في قانون الهيئات المحلية لا سميا المادة 15 منه والتي تجيز تأسيس هذه المجالس بسبب ضعف الموارد البشرية والمالية لدى بعض الهيئات المحلية الفلسطينية وخاصة الصغيرة منها، بالإضافة إلى حاجة معظم الهيئات المحلية إلى التعاون والشراكة فيما بينها، وهذا ما توجه إليه المشرع من خلال نظام المجالس المشتركة النافذ.

من جانبه قال المدير التنفيذي للائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان" أ. عصام حج حسين، أن هذا اللقاء يندرج ضمن توجهات مشتركة لتحصين الهيئات المحلية، ومجالس الخدمات المشتركة لتحقيق الحوكمة الداخلية وتعزيزها، وأشار الى أن الائتلاف أنجز مؤخراً مجموعة من الدراسات لحوكمة هذه المؤسسات والتي أوجدت ثغرات كبيرة من الممكن أن تؤدي الى شبهات فساد، وهو ما استدعى التعاون ما بين الهيئة ووزارة الحكم المحلي وائتلاف أمان لإطلاق هذا البرنامج التوعوي للتقليل من هذه الثغرات وتحصين العاملين في المؤسسات المعنية وتجنب شبهات الفساد.

وفي ذات السياق أكد مدير عام التوجيه والرقابة والموازنات في وزارة الحكم المحلي أ. رائد الشرباتي، على أن الوضع في الهيئات المحلية اليوم أفضل مما كان عليه، حيث ازداد الوعي بمخاطر الفساد، وأصبحت الكوادر أكثر كفاءة وإدراكاً ووعياً بمبادئ النزاهة والأنظمة والتعليمات والقوانين المعمول بها وتحكم عمل هذه الهيئات، وأن هذه اللقاءات لقطاع الهيئات المحلية لا يؤشر الى تقصير أو تقاعس في العمل، وإنما يأتي لتحصين العاملين وزيادة وعيهم بمخاطر الفساد وآثاره على جوانب أخرى من حياتهم العامة، وتسهم في تثقيفهم بمبادئ الشفافية والنزاهة وتدابير الوقاية من الفساد.

وأشار الشرباتي إلى أن هناك 41 مجلس خدمات مشتركة في المحافظات الشمالية، و10 مجلس خدمات مشترك في المحافظات الجنوبية تتبع لقطاع الحكم المحلي.

ويشار إلى أن هذا البرنامج يشكِّل حالة من التعاون والتكامل ما بين هيئة مكافحة الفساد، وائتلاف أمان، ووزارة الحكم المحلي، والذي يصب أيضاً في تعزيز دور الوزارة وائتلاف أمان في تنفيذ الاستراتيجية عبر القطاعية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وسيستهدف بالتوعية والتدريب (150) عضواً وموظفاً من مجالس الخدمات المشتركة على مدار (6) لقاءات موزعة على المجالس المشتركة في محافظات الضفة الغربية (شمال، وسط، جنوب).

ومن الجدير ذكره أن هذا اللقاء هو الأول لمنطقة الوسط يستمر لمدة 3 أيام، يطرح بالنقاش، مفهوم الفساد وأشكاله، الأنظمة المساندة (نظام الإفصاح عن تضارب المصالح، نظام الهدايا، إقرارات الذمة المالية)، قيم النزاهة ومؤشراتها، الرقابة ونظم وآليات المساءلة ومؤشراتها، سياسات وإجراءات إعداد موازنات الهيئات المحلية، أنظمة الرقابة الداخلية والتدقيق على أعمال الهيئات المحلية، الشكاوى كأحد أدوات الرقابة على أعمال الهيئات المحلية، منظومة النزاهة والشفافية والمساءلة في العطاءات والمشتريات.